( قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ) أي : ظاهر واضح في غاية الجلاء والوضوح والعظمة ، ذات قوائم وفم كبير ، وشكل هائل مزعج .
أى: فأت بهذا الشيء المبين، إن كنت- يا موسى- من الصادقين في كلامك السابق..
( قال ) له فرعون ، ) ( فأت به ) فإنا لن نسجنك حينئذ ، ( إن كنت من الصادقين )
ولم يحتج الشرط إلى جواب عند سيبويه ; لأن ما تقدم يكفي منه .
فلما قال موسى له ما قال من ذلك, قال له فرعون: فأت بالشيء المبين حقيقة ما تقول, فإنا لن نسجنك حينئذ إن اتخذت إلها غيري إن كنت من الصادقين: يقول: إن كنت محقا فيما تقول, وصادقا فيما تصف وتخبر.
قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) ووصفُ «شيء» ب { مبين } اسم فاعل من أبان المتعدي ، أي مُظهرٍ أني رسول من الله .وأعرض فرعون عن التصريح بالتزام الاعتراف بما سيجىء به موسى فجاء بكلام محتمل إذ قال { فأت به إن كنت من الصادقين } . وفي قوله : { إن كنت من الصادقين } إيماء إلى أن في كلام فرعون ما يقتضي أن فرض صدق موسى فرض ضعيف كما هو الغالب في شرط { إن } مع إيهام أنه جاء بشيء مبين يعتبر صادقاً فيما دعا إليه ، فبقي تحقيق أن ما سيجيء به موسى مبين أو غير مبين . وهذا قد استبقاه كلام فرعون إلى ما بعد الوقوع والنزول ليتأتى إنكاره إن احتاج إليه .والثعبان : الحية الضخمة الطويلة .