تحتوي هذه الصفحة على جميع آيات سورة الشعراء بالإضافة إلى تفسير جميع الآيات من قبل تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي). في الجزء الأول يمكنك قراءة سورة الشعراء مرتبة في صفحات تماما كما هو موجود في القرآن. لقراءة تفسير لآية ما انقر على رقمها.
معلومات عن سورة الشعراء
نوع سورة الشعراء: مكية
عدد الآيات في سورة الشعراء: 227
ترتيب سورة الشعراء في القرآن الكريم: 26
ترتيب نزول الوحي: 47
اسم السورة باللغة الإنجليزية: The Poets
أرقام الصفحات في القرآن الكريم: من الصفحة 367 إلى 376
ف قال فعلتها إذا أي فعلت تلك الفعلة - يريد قتل القبطي - وأنا إذ ذاك من الضالين أي من الجاهلين ; فنفى عن نفسه الكفر ، وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل . وكذا قال مجاهد ; من الضالين : من الجاهلين . ابن زيد : من الجاهلين بأن الوكزة تبلغ القتل . وفي مصحف عبد الله ( من الجاهلين ) ويقال لمن جهل شيئا ضل عنه . وقيل : وأنا من الضالين من الناسين ; قاله أبو عبيدة . وقيل : وأنا من الضالين عن النبوة ولم يأتني عن الله فيه شيء ، فليس علي فيما فعلته في تلك الحالة توبيخ . وبين بهذا أن التربية فيهم لا تنافي النبوة والحلم على الناس ، وأن القتل خطأ أو في وقت لم يكن فيه شرع لا ينافي النبوة .
Fafarartu minkum lamma khiftukum fawahaba lee rabbee hukman wajaAAalanee mina almursaleena
قوله تعالى : ففررت منكم لما خفتكم أي خرجت من بينكم إلى مدين كما في سورة ( القصص ) : فخرج منها خائفا يترقب وذلك حين القتل . فوهب لي ربي حكما يعني النبوة ; عن السدي وغيره . الزجاج : تعليم التوراة التي فيها حكم الله . وقيل : علما وفهما . وجعلني من المرسلين .
Watilka niAAmatun tamunnuha AAalayya an AAabbadta banee israeela
قوله تعالى : وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل اختلف الناس في معنى هذا الكلام ; فقال السدي والطبري والفراء : هذا الكلام من موسى عليه السلام على جهة الإقرار بالنعمة ; كأنه يقول : نعم ، وتربيتك نعمة علي من حيث عبدت غيري وتركتني ، ولكن لا يدفع ذلك رسالتي . وقيل : هو من موسى عليه السلام على جهة الإنكار ; أي أتمن علي بأن ربيتني وليدا وأنت قد استعبدت بني إسرائيل وقتلتهم ؟ أي ليست بنعمة ; لأن الواجب كان ألا تقتلهم ولا تستعبدهم فإنهم قومي ; فكيف تذكر إحسانك إلي على الخصوص ؟ قال معناه قتادة وغيره . وقيل : فيه تقدير استفهام ; أي أوتلك نعمة ؟ قاله الأخفش والفراء أيضا وأنكره النحاس وغيره . قال النحاس : وهذا لا يجوز لأن ألف الاستفهام تحدث معنى ، وحذفها محال إلا أن يكون في الكلام " أم " كما قال الشاعر :تروح من الحي أم تبتكرولا أعلم بين النحويين اختلافا في هذا إلا شيئا قاله الفراء . قال : يجوز ألف الاستفهام في أفعال الشك ، وحكي : ترى زيدا منطلقا ؟ بمعنى : أترى . وكان علي بن سليمان يقول في هذا : إنما أخذه من ألفاظ العامة . قال الثعلبي : قال الفراء ومن قال إنها إنكار قال معناه : أوتلك نعمة ؟ على طريق الاستفهام ; كقوله : " هذا ربي " " فهم الخالدون " قال الشاعر : [ أبو خراش الهذلي ]رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم هموأنشد الغزنوي شاهدا على ترك الألف قولهم :لم أنس يوم الرحيل وقفتها وجفنها من دموعها شرقوقولها والركاب واقفة تركتني هكذا وتنطلققلت : ففي هذا حذف ألف الاستفهام مع عدم " أم " خلاف قول النحاس . وقال الضحاك : إن الكلام خرج مخرج التبكيت والتبكيت يكون باستفهام وبغير استفهام ; والمعنى : لو لم تقتل بني إسرائيل لرباني أبواي ; فأي نعمة لك علي ! فأنت تمن علي بما لا يجب أن تمن به . وقيل : معناه كيف تمن بالتربية وقد أهنت قومي ؟ ومن أهين قومه ذل . و ( أن عبدت ) في موضع رفع على البدل من " نعمة " ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى : لأن عبدت بني إسرائيل ; أي اتخذتهم عبيدا . يقال : عبدته وأعبدته ، بمعنى ; قاله الفراء وأنشد :علام يعبدني قومي وقد كثرت فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان
قوله تعالى : قال فرعون وما رب العالمين لما غلب موسى فرعون بالحجة ولم يجد اللعين من تقريره على التربية وغير ذلك حجة رجع إلى معارضة موسى في قوله : رسول رب العالمين ; فاستفهمه استفهاما عن مجهول من الأشياء . قال مكي وغيره : كما يستفهم عن الأجناس فلذلك استفهم ب " ما " . قال مكي : وقد ورد له استفهام ب " من " في موضع آخر ويشبه أنها مواطن ; فأتى موسى بالصفات الدالة على الله من مخلوقاته التي لا يشاركه فيها مخلوق ، وقد سأل فرعون عن الجنس ولا جنس لله تعالى ; لأن الأجناس محدثة ،
فزاد موسى في البيان بقوله : ربكم ورب آبائكم الأولين فجاء بدليل يفهمونه عنه ; لأنهم يعلمون أنه قد كان لهم آباء وأنهم قد فنوا وأنه لا بد لهم من مغير ، وأنهم قد كانوا بعد أن لم يكونوا ، وأنهم لا بد لهم من مكون . فقال فرعون حينئذ على جهة الاستخفاف :
Qala rabbu almashriqi waalmaghribi wama baynahuma in kuntum taAAqiloona
رب المشرق والمغرب أي ليس ملكه كملكك ; لأنك إنما تملك بلدا واحدا لا يجوز أمرك في غيره ، ويموت من لا تحب أن يموت ، والذي أرسلني يملك المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون وقيل : علم موسى عليه السلام أن قصده في السؤال معرفة من سأل عنه ، فأجاب بما هو الطريق إلى معرفة الرب اليوم . ثم لما انقطع فرعون لعنه الله في باب الحجة رجع إلى الاستعلاء والتغلب فتوعد موسى بالسجن ، ولم يقل ما دليلك على أن هذا الإله أرسلك ; لأن فيه الاعتراف بأن ثم إلها غيره .
Qala laini ittakhathta ilahan ghayree laajAAalannaka mina almasjooneena
وفي توعده بالسجن ضعف . وكان فيما يروى أنه يفزع منه فزعا شديدا حتى كان اللعين لا يمسك بوله . وروي أن سجنه كان أشد من القتل . وكان إذا سجن أحدا لم يخرجه من سجنه حتى يموت ، فكان مخوفا . ثم لما كان عند موسى عليه السلام من أمر الله تعالى ما لا يرعه توعد فرعون قال له على جهة اللطف به والطمع في إيمانه :