سورة التغابن (64): مكتوبة كاملة مع التفسير التحميل

تحتوي هذه الصفحة على جميع آيات سورة التغابن بالإضافة إلى تفسير جميع الآيات من قبل تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي). في الجزء الأول يمكنك قراءة سورة التغابن مرتبة في صفحات تماما كما هو موجود في القرآن. لقراءة تفسير لآية ما انقر على رقمها.

معلومات عن سورة التغابن

سُورَةُ التَّغَابُنِ
الصفحة 556 (آيات من 1 إلى 9)

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۖ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا۟ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَبْلُ فَذَاقُوا۟ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓا۟ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا۟ وَتَوَلَّوا۟ ۚ وَّٱسْتَغْنَى ٱللَّهُ ۚ وَٱللَّهُ غَنِىٌّ حَمِيدٌ زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَن لَّن يُبْعَثُوا۟ ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلْنَا ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَٰلِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
556

الاستماع إلى سورة التغابن

تفسير سورة التغابن (تفسير القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

الترجمة الإنجليزية

Yusabbihu lillahi ma fee alssamawati wama fee alardi lahu almulku walahu alhamdu wahuwa AAala kulli shayin qadeerun

وهي مدنية في قول الأكثرين .وقال الضحاك : مكية .وقال الكلبي : هي مكية ومدنية .وهي ثماني عشرة آية .وعن ابن عباس أن " سورة التغابن " نزلت بمكة ; إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي , شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده , فأنزل الله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " [ التغابن : 14 ] إلى آخر السورة .وعن عبد الله بن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود يولد إلا وفي تشابيك رأسه مكتوب خمس آيات من فاتحة " سورة التغابن " .قال ابن عباس : صلى لله " ما في السموات " ممن خلق من الملائكة " والأرض " من شيء فيه روح أو لا روح فيه .وقيل : هو تسبيح الدلالة .وأنكر الزجاج هذا وقال : لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة , فلم قال : " ولكن لا تفقهون تسبيحهم " [ الإسراء : 44 ] وإنما هو تسبيح مقال .واستدل بقوله تعالى : " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن " [ الأنبياء : 79 ] فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟ !وقيل المراد به تسبيح الدلالة , وكل محدث يشهد على نفسه بأن الله عز وجل خالق قادر .وقالت طائفة : هذا التسبيح حقيقة , وكل شيء على العموم يسبح تسبيحا لا يسمعه البشر ولا يفقهه , ولو كان ما قاله الأولون من أنه أثر الصنعة والدلالة لكان أمرا مفهوما , والآية تنطق بأن هذا التسبيح لا يفقه .وأجيبوا بأن المراد بقوله : " لا تفقهون " الكفار الذين يعرضون عن الاعتبار فلا يفقهون حكمة الله سبحانه وتعالى في الأشياء .وقالت فرقة : قوله " من شيء " عموم , ومعناه الخصوص في كل حي ونام , وليس ذلك في الجمادات .ومن هذا قول عكرمة : الشجرة تسبح والأسطوان لا يسبح .وقال يزيد الرقاشي للحسن وهما في طعام وقد قدم الخوان : أيسبح هذا الخوان يا أبا سعيد ؟ فقال : قد كان يسبح مرة ; يريد أن الشجرة في زمن ثمرها واعتدالها كانت تسبح , وأما الآن فقد صار خوانا مدهونا .قلت : ويستدل لهذا القول من السنة بما ثبت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من البول ) قال : فدعا بعسيب رطب فشقه اثنين , ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال : ( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) .فقوله عليه الصلاة والسلام .( ما لم ييبسا ) إشارة إلى أنهما ما داما رطبين يسبحان , فإذا يبسا صارا جمادا .والله أعلم .وفي مسند أبي داود الطيالسي : فتوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال : ( لعله أن يهون عليهما العذاب ما دام فيهما من بلولتهما شيء ) .قال علماؤنا : ويستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور , وإذا خفف عنهم بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن .وقد بينا هذا المعنى في كتاب التذكرة بيانا شافيا , وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يهدى إليه .والحمد لله على ذلك .وعلى التأويل الثاني لا يحتاج إلى ذلك ; فإن كل شيء من الجماد وغيره يسبح .قلت : ويستدل لهذا التأويل وهذا القول من الكتاب بقوله سبحانه وتعالى : " واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب .إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " [ ص : 17 - 18 ] , وقوله : " وإن منها لما يهبط من خشية الله " [ البقرة : 74 ] - على قول مجاهد - , وقوله : " وتخر الجبال هدا .أن دعوا للرحمن ولدا " [ مريم : 90 - 91 ] .وذكر ابن المبارك في ( دقائقه ) أخبرنا مسعر عن عبد الله بن واصل عن عوف بن عبد الله قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الجبل يقول للجبل : يا فلان , هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل ؟ فإن قال نعم سر به .ثم قرأ عبد الله " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا " الآية .قال : أفتراهن يسمعن الزور ولا يسمعن الخير .وفيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما من صباح ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض بعضها بعضا .يا جاراه ; هل مر بك اليوم عبد فصلى لله أو ذكر الله عليك ؟ فمن قائلة لا , ومن قائلة نعم , فإذا قالت نعم رأت لها بذلك فضلا عليها .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) .رواه ابن ماجه في سننه , ومالك في موطئه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .وخرج البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .في غير هذه الرواية عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحه .وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ) .قيل : إنه الحجر الأسود , والله أعلم .والأخبار في هذا المعنى كثيرة ; وقد أتينا على جملة منها في اللمع اللؤلئية في شرح العشرينيات النبوية للفاداري رحمه الله , وخبر الجذع أيضا مشهور في هذا الباب خرجه البخاري في موضع من كتابه .وإذا ثبت ذلك في جماد واحد جاز في جميع الجمادات , ولا استحالة في شيء من ذلك ; فكل شيء يسبح للعموم .وكذا قال النخعي وغيره : هو عام فيما فيه روح وفيما لا روح فيه حتى صرير الباب .واحتجوا بالأخبار التي ذكرنا .وقيل : تسبيح الجمادات أنها تدعو الناظر إليها إلى أن يقول : سبحان الله ! لعدم الإدراك منها .وقال الشاعر : تلقى بتسبيحة من حيث ما انصرفت وتستقر حشا الرائي بترعاد أي يقول من رآها : سبحان خالقها .فالصحيح أن الكل يسبح للأخبار الدالة على ذلك لو كان ذلك التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود , وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا .وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء فالقول به أولى .والله أعلم .

الترجمة الإنجليزية

Huwa allathee khalaqakum faminkum kafirun waminkum muminun waAllahu bima taAAmaloona baseerun

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌقال ابن عباس : إن الله خلق بني آدم مؤمنا وكافرا , ويعيدهم في يوم القيامة مؤمنا وكافرا .وروى أبو سعيد الخدري قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم عشية فذكر شيئا مما يكون فقال : ( يولد الناس على طبقات شتى .يولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا .ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا .ويولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت كافرا .ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت مؤمنا ) .وقال ابن مسعود : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله فرعون في بطن أمه كافرا وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا ) .وفي الصحيح من حديث ابن مسعود : ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها .وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) .خرجه البخاري والترمذي وليس فيه ذكر الباع .وفي صحيح مسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار .وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) .قال علماؤنا : والمعنى تعلق العلم الأزلي بكل معلوم ; فيجري ما علم وأراد وحكم .فقد يريد إيمان شخص على عموم الأحوال , وقد يريده إلى وقت معلوم .وكذلك الكفر .وقيل في الكلام محذوف : فمنكم مؤمن ومنكم كافر ومنكم فاسق ; فحذف لما في الكلام من الدلالة عليه ; قاله الحسن .وقال غيره : لا حذف فيه ; لأن المقصود ذكر الطرفين .وقال جماعة من أهل العلم : إن الله خلق الخلق ثم كفروا وآمنوا .قالوا : وتمام الكلام " هو الذي خلقكم " .ثم وصفهم فقال : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " كقوله تعالى : " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه " [ النور : 45 ] الآية .قالوا : فالله خلقهم ; والمشي فعلهم .واختاره الحسين بن الفضل , قال : لو خلقهم مؤمنين وكافرين لما وصفهم بفعلهم في قوله " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " .واحتجوا بقوله عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ) الحديث .وقد مضى في " الروم " مستوفى .قال الضحاك : فمنكم كافر في السر مؤمن في العلانية كالمنافق , ومنكم مؤمن في السر كافر في العلانية كعمار وذويه .وقال عطاء بن أبي رباح : فمنكم كافر بالله مؤمن بالكواكب , ومنكم مؤمن بالله كافر بالكواكب ; يعني في شأن الأنواء .وقال الزجاج - وهو أحسن الأقوال , والذي عليه الأئمة والجمهور من الأمة - : إن الله خلق الكافر , وكفره فعل له وكسب ; مع أن الله خالق الكفر .وخلق المؤمن , وإيمانه فعل له وكسب ; مع أن الله خالق الإيمان .والكافر يكفر ويختار الكفر بعد خلق الله إياه ; لأن الله تعالى قدر ذلك عليه وعلمه منه .ولا يجوز أن يوجد من كل واحد منهما غير الذي قدر عليه وعلمه منه ; لأن وجود خلاف المقدور عجز , ووجود خلاف المعلوم جعل , ولا يليقان بالله تعالى .وفي هذا سلامة من الجبر والقدر ; كما قال الشاعر : يا ناظرا في الدين ما الأمر لا قدر صح ولا جبر وقال سيلان : قدم أعرابي البصرة فقيل له : ما تقول في القدر ؟ فقال : أمر تغالت فيه الظنون , واختلف فيه المختلفون ; فالواجب أن نرد ما أشكل علينا من حكمه إلى ما سبق من علمه .وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌقال العلماء : وصف الله عز وجل نفسه بأنه بصير على معنى أنه عالم بخفيات الأمور .والبصير في كلام العرب : العالم بالشيء الخبير به ; ومنه قولهم : فلان بصير بالطب , وبصير بالفقه , وبصير بملاقاة الرجال ; قال : فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب قال الخطابي : البصير العالم , والبصير المبصر .وقيل : وصف تعالى نفسه بأنه بصير على معنى جاعل الأشياء المبصرة ذوات إبصار , أي مدركة للمبصرات بما خلق لها من الآلة المدركة والقوة ; فالله بصير بعباده , أي جاعل عباده مبصرين .

الترجمة الإنجليزية

Khalaqa alssamawati waalarda bialhaqqi wasawwarakum faahsana suwarakum wailayhi almaseeru

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّتقدم في غير موضع أي خلقها حقا يقينا لا ريب فيه .وقيل : الباء بمعنى اللام أي خلقها للحق وهو أن يجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْيعني آدم عليه السلام , خلقه بيده كرامة , له ; قاله مقاتل .الثاني : جميع الخلائق .وقد مضى معنى التصوير , وأنه التخطيط والتشكيل .فإن قيل : كيف أحسن صورهم ؟ قيل له : جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه صورة بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور .ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب ; كما قال عز وجل : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " [ التين : 4 ] على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُأي المرجع ; فيجازي كلا بعمله .

الترجمة الإنجليزية

YaAAlamu ma fee alssamawati waalardi wayaAAlamu ma tusirroona wama tuAAlinoona waAllahu AAaleemun bithati alssudoori

تقدم في غير موضع فهو عالم الغيب والشهادة , لا يخفى عليه شيء مما في صدوركم .

الترجمة الإنجليزية

Alam yatikum nabao allatheena kafaroo min qablu fathaqoo wabala amrihim walahum AAathabun aleemun

أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُالخطاب لقريش أي ألم يأتكم خبر كفار الأمم الماضية .فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْأي عوقبوا .وَلَهُمْفي الآخرةعَذَابٌ أَلِيمٌأي موجع .وقد تقدم

الترجمة الإنجليزية

Thalika biannahu kanat tateehim rusuluhum bialbayyinati faqaloo abasharun yahdoonana fakafaroo watawallaw waistaghna Allahu waAllahu ghaniyyun hameedun

ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْأي هذا العذاب لهم بكفرهم بالرسل تأتيهمبِالْبَيِّنَاتِأي بالدلائل الواضحة .فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَاأنكروا أن يكون الرسول من البشر .وارتفع " أبشر " على الابتداء .وقيل : بإضمار فعل , والجمع على معنى بشر ; ولهذا قال : " يهدوننا " ولم يقل يهدينا .وقد يأتي الواحد بمعنى الجمع فيكون اسما للجنس ; وواحده إنسان لا واحد له من لفظه .وقد يأتي الجمع بمعنى الواحد ; نحو قوله تعالى : " ما هذا بشرا " [ يوسف : 31 ] .فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْاأي بهذا القول ; إذ قالوه استصغارا ولم يعلموا أن الله يبعث من يشاء إلى عباده .وقيل : كفروا بالرسل وتولوا عن البرهان وأعرضوا عن الإيمان والموعظة .وَاسْتَغْنَى اللَّهُأي بسلطانه عن طاعة عباده ; قاله مقاتل .وقيل : استغنى الله بما أظهره لهم من البرهان وأوضحه لهم من البيان , عن زيادة تدعو إلى الرشد وتقود إلى الهداية .وَاللَّهُ غَنِيٌّأي لا يلحقه بذلك نقص بل هو الغنيحَمِيدٌالمحمود بكل لسان والممجد في كل مكان على كل حال

الترجمة الإنجليزية

ZaAAama allatheena kafaroo an lan yubAAathoo qul bala warabbee latubAAathunna thumma latunabbaonna bima AAamiltum wathalika AAala Allahi yaseerun

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُواأي ظنوا .والزعم هو القول بالظن .وقال شريح : لكل شيء كنية وكنية الكذب زعموا .قيل : نزلت في العاص بن وائل السهمي مع خباب حسب ما تقدم بيانه في آخر سورة " مريم " , ثم عمت كل كافر .قُلْيا محمدبَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّأي لتخرجن من قبوركم أحياء .ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّلتخبرن .بِمَا عَمِلْتُمْأي بأعمالكم .وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌإذ الإعادة أسهل من الابتداء .

الترجمة الإنجليزية

Faaminoo biAllahi warasoolihi waalnnoori allathee anzalna waAllahu bima taAAmaloona khabeerun

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِأمرهم بالإيمان بعد أن عرفهم قيام الساعة .وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌوهو القرآن , وهو نور يهتدى به من ظلمة الضلال .

الترجمة الإنجليزية

Yawma yajmaAAukum liyawmi aljamAAi thalika yawmu alttaghabuni waman yumin biAllahi wayaAAmal salihan yukaffir AAanhu sayyiatihi wayudkhilhu jannatin tajree min tahtiha alanharu khalideena feeha abadan thalika alfawzu alAAatheemu

يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِالعامل في " يوم " " لتنبؤن " أو " خبير " لما فيه من معنى الوعيد ; كأن قال : والله يعاقبكم يوم يجمعكم .أو بإضمار اذكر .والغبن : النقص .يقال : غبنه غبنا إذا أخذ الشيء منه بدون قيمته .وقراءة العامة " يجمعكم " بالياء ; لقوله تعالى : " والله بما تعملون خبير " فاخبر .ولذكر اسم الله أولا .وقرأ نصر وابن أبي إسحاق والجحدري ويعقوب وسلام " نجمعكم " بالنون ; اعتبارا بقوله : " والنور الذي أنزلنا " .ويوم الجمع يوم يجمع الله الأولين والآخرين والإنس والجن وأهل السماء وأهل الأرض .وقيل : هو يوم يجمع الله بين كل عبد وعمله .وقيل : لأنه يجمع فيه بين الظالم والمظلوم .وقيل : لأنه يجمع فيه بين كل نبي وأمته .وقيل : لأنه يجمع فيه بين ثواب أهل الطاعات وعقاب أهل المعاصي .ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِأي يوم القيامة .قال : وما أرتجي بالعيش في دار فرقة ألا إنما الراحات يوم التغابن وسمى يوم القيامة يوم التغابن ; لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار .أي أن أهل الجنة أخذوا الجنة , وأخذ أهل النار النار على طريق المبادلة ; فوقع الغبن لأجل مبادلتهم الخير بالشر , والجيد بالرديء , والنعيم بالعذاب .يقال : غبنت فلانا إذا بايعته أو شاريته فكان النقص عليه والغلبة لك .وكذا أهل الجنة وأهل النار ; على ما يأتي بيانه .ويقال : غبنت الثوب وخبنته إذا طال عن مقدارك فخطت منه شيئا ; فهو نقصان أيضا .والمغابن : ما انثنى من الخلق نحو الإبطين والفخذين .قال المفسرون : فالمغبون من غبن أهله ومنازله في الجنة .ويظهر يومئذ غبن كل كافر بترك الإيمان , وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان وتضييعه الأيام .قال الزجاج : ويغبن من ارتفعت منزلته في الجنة من كان دون منزلته .فإن قيل : فأي معاملة وقعت بينهما حتى يقع الغبن فيها .قيل له : هو تمثيل الغبن في الشراء والبيع ; كما قال تعالى : " أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى " [ البقرة : 16 ] .ولما ذكر أن الكفار اشتروا الضلالة بالهدى وما ربحوا في تجارتهم بل خسروا , ذكر أيضا أنهم غبنوا ; وذلك أن أهل الجنة اشتروا الآخرة بترك الدنيا , واشترى أهل النار الدنيا بترك الآخرة .وهذا نوع مبادلة اتساعا ومجازا .وقد فرق الله سبحانه وتعالى الخلق فريقين : فريقا للجنة وفريقا للنار .ومنازل الكل موضوعة في الجنة والنار .فقد يسبق الخذلان على العبد - كما بيناه في هذه السورة وغيرها - فيكون من أهل النار , فيحصل الموفق على منزل المخذول ومنزل الموفق في النار للمخذول ; فكأنه وقع التبادل فحصل التغابن .والأمثال موضوعة للبيان في حكم اللغة والقرآن .وذلك كله مجموع من نشر الآثار وقد جاءت مفرقة في هذا الكتاب .وقد يخبر عن هذا التبادل بالوراثة كما بيناه في " قد أفلح المؤمنون " [ المؤمنون : 1 ] والله أعلم .وقد يقع التغابن في غير ذلك اليوم على ما يأتي بيانه بعد ; ولكنه أراد التغابن الذي لا جبران لنهايته .وقال الحسن وقتادة : بلغنا أن التغابن في ثلاثة أصناف : رجل علم علما فعلمه وضيعه هو ولم يعمل به فشقي به , وعمل به من تعلمه منه فنجا به .ورجل اكتسب مالا من وجوه يسأل عنها وشح عليه , وفرط في طاعة ربه بسببه , ولم يعمل فيه خيرا , وتركه لوارث لا حساب عليه فيه ; فعمل ذلك الوارث فيه بطاعة ربه .ورجل كان له عبد فعمل العبد بطاعة ربه فسعد , وعمل السيد بمعصية ربه فشقي .وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تعالى يقيم الرجل والمرأة يوم القيامة بين يديه فيقول الله تعالى لهما قولا فما أنتما بقائلين فيقول الرجل يا رب أوجبت نفقتها علي فتعسفتها من حلال وحرام وهؤلاء الخصوم يطلبون ذلك ولم يبق لي ما أوفي به فتقول المرأة يا رب وما عسى أن أقول اكتسبه حراما وأكلته حلالا وعصاك في مرضاتي ولم أرض له بذلك فبعدا له وسحقا فيقول الله تعالى قد صدقت فيؤمر به إلى النار ويؤمر بها إلى الجنة فتطلع عليه من طبقات الجنة وتقول له غبناك غبناك سعدنا بما شقيت أنت به ) فذلك يوم التغابن .قال ابن العربي : استدل علماؤنا بقوله تعالى : " ذلك يوم التغابن " على أنه لا يجوز الغبن في المعاملة الدنيوية ; لأن الله تعالى خصص التغابن بيوم القيامة فقال : " ذلك يوم التغابن " وهذا الاختصاص يفيد أنه لا غبن في الدنيا ; فكل من اطلع على غبن في مبيع فإنه مردود إذا زاد على الثلث .واختاره البغداديون واحتجوا عليه بوجوه : منها قوله صلى الله عليه وسلم لحبان بن منقذ : ( إذا بايعت فقل لا خلابة ولك الخيار ثلاثا ) .وهذا فيه نظر طويل بيناه في مسائل الخلاف .نكتته أن الغبن في الدنيا ممنوع بإجماع في حكم الدين ; إذ هو من باب الخداع المحرم شرعا في كل ملة , لكن اليسير منه لا يمكن الاحتراز عنه لأحد , فمضى في البيوع ; إذ لو حكمنا برده ما نفذ بيع أبدا ; لأنه لا يخلو منه , حتى إذا كان كثيرا أمكن الاحتراز منه فوجب الرد به .والفرق بين القليل والكثير أصل في الشريعة معلوم , فقدر علماؤنا الثلث لهذا الحد ; إذ رأوه في الوصية وغيرها .ويكون معنى الآية على هذا : ذلك يوم التغابن الجائز مطلقا من غير تفصيل .أو ذلك يوم التغابن الذي لا يستدرك أبدا ; لأن تغابن الدنيا يستدرك بوجهين : إما برد في بعض الأحوال , وإما بربح في بيع آخر وسلعة أخرى .فأما من خسر الجنة فلا درك له أبدا .وقد قال بعض علماء الصوفية : إن الله كتب الغبن على الخلق أجمعين , فلا يلقى أحد ربه إلا مغبونا , لأنه لا يمكنه الاستيفاء للعمل حتى يحصل له استيفاء الثواب .وفي الأثر قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يلقى الله أحد إلا نادما إن كان مسيئا إن لم يحسن , وإن كان محسنا إن لم يزدد ) .وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍوالجنات : البساتين , وإنما سميت جنات لأنها تجن من فيها أي تستره بشجرها , ومنه : المجن والجنين والجنة .تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًاأي من تحت أشجارها , ولم يجر لها ذكر , لأن الجنات دالة عليها ." الأنهار " أي ماء الأنهار , فنسب الجري إلى الأنهار توسعا , وإنما يجري الماء وحده فحذف اختصارا , كما قال تعالى : " واسأل القرية " [ يوسف : 82 ] أي أهلها .وقال الشاعر : نبئت أن النار بعدك أوقدت واستب بعدك يا كليب المجلس أراد : أهل المجلس ; فحذف .والنهر : مأخوذ من أنهرت , أي وسعت , ومنه قول قيس بن الخطيم : ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها أي وسعتها , يصف طعنة .ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ) .معناه : ما وسع الذبح حتى يجري الدم كالنهر .وجمع النهر : نهر وأنهار .ونهر نهر : كثير الماء ; قال أبو ذؤيب : أقامت به فابتنت خيمة على قصب وفرات نهر وروي : أن أنهار الجنة ليست في أخاديد , إنما تجري على سطح الجنة منضبطة بالقدرة حيث شاء أهلها .والوقف على " الأنهار " حسن وليس بتامذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُالكبير
556