تحتوي هذه الصفحة على جميع آيات سورة الزخرف بالإضافة إلى تفسير جميع الآيات من قبل تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر). في الجزء الأول يمكنك قراءة سورة الزخرف مرتبة في صفحات تماما كما هو موجود في القرآن. لقراءة تفسير لآية ما انقر على رقمها.
معلومات عن سورة الزخرف
نوع سورة الزخرف: مكية
عدد الآيات في سورة الزخرف: 89
ترتيب سورة الزخرف في القرآن الكريم: 43
ترتيب نزول الوحي: 63
اسم السورة باللغة الإنجليزية: Ornaments of gold
أرقام الصفحات في القرآن الكريم: من الصفحة 489 إلى 495
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا هذا المقسم عليه، أنه جعل بأفصح اللغات وأوضحها وأبينها، وهذا من بيانه. وذكر الحكمة في ذلك فقال: لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ألفاظه ومعانيه لتيسرها وقربها من الأذهان.
وَإِنَّهُ أي: هذا الكتاب لَدَيْنَا في الملأ الأعلى في أعلى الرتب وأفضلها لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ أي: لعلي في قدره وشرفه ومحله، حكيم فيما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي والأخبار، فليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان.ثم أخبر تعالى أن حكمته وفضله يقتضي أن لا يترك عباده هملا، لا يرسل إليهم رسولا، ولا ينزل عليهم كتابا، ولو كانوا مسرفين ظالمين فقال:
Afanadribu AAankumu alththikra safhan an kuntum qawman musrifeena
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أي: أفنعرض عنكم، ونترك إنزال الذكر إليكم، ونضرب عنكم صفحا، لأجل إعراضكم، وعدم انقيادكم له؟ بل ننزل عليكم الكتاب، ونوضح لكم فيه كل شيء، فإن آمنتم به واهتديتم، فهو من توفيقكم، وإلا قامت عليكم الحجة، وكنتم على بينة من أمركم.
يقول تعالى: إن هذه سنتنا في الخلق، أن لا نتركهم هملا، فكم أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ يأمرونهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، ولم يزل التكذيب موجودا في الأمم.
فَأَهْلَكْنَا أَشَدّ من هؤلاء بَطْشًا أي: قوة وأفعالا وآثارا في الأرض، وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ أي: مضت أمثالهم وأخبارهم، وبينا لكم منها ما فيه عبرة ومزدجر عن التكذيب والإنكار.
Walain saaltahum man khalaqa alssamawati waalarda layaqoolunna khalaqahunna alAAazeezu alAAaleemu
يخبر تعالى عن المشركين، أنك لو سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله وحده لا شريك له، العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات، العليم بظواهر الأمور وبواطنها، وأوائلها وأواخرها، فإذا كانوا مقرين بذلك، فكيف يجعلون له الولد والصاحبة والشريك؟! وكيف يشركون به من لا يخلق ولا يرزق، ولا يميت ولا يحيي؟!
ثم ذكر أيضا من الأدلة الدالة على كمال نعمته واقتداره، بما خلقه لعباده من الأرض التي مهدها وجعلها قرارا للعباد، يتمكنون فيها من كل ما يريدون. وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا أي: جعل منافذ بين سلاسل الجبال المتصلة، تنفذون منها إلى ما وراءها من الأقطار. لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ في السير في الطرق ولا تضيعون، ولعلكم تهتدون أيضا في الاعتبار بذلك والادكار فيه.