سورة الحاقة: الآية 15 - فيومئذ وقعت الواقعة...

تفسير الآية 15, سورة الحاقة

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ

الترجمة الإنجليزية

Fayawmaithin waqaAAati alwaqiAAatu

تفسير الآية 15

فإذا نفخ المَلَك في "القرن" نفخة واحدة، وهي النفخة الأولى التي يكون عندها هلاك العالم، ورُفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكُسِّرتا، ودُقَّتا دقة واحدة. ففي ذلك الحين قامت القيامة، وانصدعت السماء، فهي يومئذ ضعيفة مسترخية، لا تماسُك فيها ولا صلابة، والملائكة على جوانبها وأطرافها، ويحمل عرش ربك فوقهم يوم القيامة ثمانية من الملائكة العظام. في ذلك اليوم تُعرضون على الله- أيها الناس- للحساب والجزاء، لا يخفى عليه شيء من أسراركم.

«فيومئذ وقعت الواقعة» قامت القيامة.

( فيومئذ وقعت الواقعة ) أي : قامت القيامة .

فيومئذ ( وَقَعَتِ الواقعة ) أى : ففى هذا الوقت تقع الواقعة التى لا مرد لوقوعها ، والواقعة من أسماء يوم القيامة . كالحاقة ، والقارعة .

"فيومئذ وقعت الواقعة"، قامت القيامة.

أي قامت القيامة .

( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) يقول جلّ ثناؤه: فيومئذ وقعت الصيحة الساعة، وقامت القيامة.القول في تأويل قوله تعالى : وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16)يقول تعالى ذكره: وانصدعت السماء ( فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) يقول: منشقة متصدّعة.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ، قال: ثنا أبو أسامة، عن الأجلح، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم، قال: " إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا بأهلها، ونزل من فيها من الملائكة، فأحاطوا بالأرض ومن عليها، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، فصفوا صفا دون صفّ، ثم نزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم، فإذا رآها أهل الأرض ندّوا، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قوله الله: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ، وذلك قوله: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ، وقوله: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ، وذلك قوله: ( وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) .

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وجملة { فيومئذٍ وقعت الواقعة } مشتملة على جواب ( إذَا ) ، أعني قولَه { وقعت الواقعة ، } وأما قوله : { فيومئذٍ } فهو تأكيد لمعنى { فإذا نُفخ في الصور } إلخ لأن تنوين ( يومئذٍ ) عوض عن جملة تدل عليها جملة { نُفخ في الصور } إلى قوله { دَكّة واحدة ، } أي فيوم إذ نفخ في الصور إلى آخره وقعت الواقعة وهو تأكيد لفظي بمرادف المؤكَّد ، فإن المراد ب ( يوم ) من قوله { فيومئذٍ وقَعت الواقعة ، } مطلقُ الزمان كما هو الغالب في وقوعه مُضافاً إلى ( إذا ) .ومعنى { وقعت الواقعة } تحقق ما كان متوقَّعاً وقوعُه لأنهم كانوا يُتَوعَّدون بواقعة عظيمة فيومئذٍ يتحقق ما كانوا يُتوعدون به .فعبر عنه بفعل المضي تنبيهاً على تحقيق حصوله .والمعنى : فحينئذٍ تقع الواقعة .و { الواقعة } : مرادفة للحاقة والقارعة ، فذكرها إظهار في مقام الإِضمار لزيادة التهويل وإفادة ما تحتوي عليه من الأحوال التي تنبىء عنها موارد اشتقاق أوصاف الحاقة والقارعة والواقعة .و { الواقعة } صار علماً بالغلبة في اصطلاح القرآن يوم البعث قال تعالى : { إذا وقَعت الواقعة ليس لوقْعَتِها كاذبة } [ الواقعة : 12 ] .
الآية 15 - سورة الحاقة: (فيومئذ وقعت الواقعة...)