سورة طه: الآية 100 - من أعرض عنه فإنه يحمل...

تفسير الآية 100, سورة طه

مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُۥ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ وِزْرًا

الترجمة الإنجليزية

Man aAArada AAanhu fainnahu yahmilu yawma alqiyamati wizran

تفسير الآية 100

من أعرض عن هذا القرآن، ولم يصدق به، ولم يعمل بما فيه، فإنه يأتي ربه يوم القيامة يحمل إثمًا عظيمًا.

«من أعرض عنه» فلم يؤمن به «فإنه يحمل يوم القيامة وزرا» حملا ثقيلا من الإثم.

وأما مقابلته بالإعراض، أو ما هو أعظم منه من الإنكار، فإنه كفر لهذه النعمة، ومن فعل ذلك، فهو مستحق للعقوبة، ولهذا قال: مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فلم يؤمن به، أو تهاون بأوامره ونواهيه، أو بتعلم معانيه الواجبة فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا وهو ذنبه، الذي بسببه أعرض عن القرآن، وأولاه الكفر والهجران،

ولهذا قال تعالى : ( من أعرض عنه ) أي : كذب به وأعرض عن اتباعه أمرا وطلبا ، وابتغى الهدى في غيره ، فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم; ولهذا قال : ( من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ) أي : إثما ، كما قال [ الله ] تعالى : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) [ هود : 17 ] .وهذا عام في كل من بلغه القرآن من العرب والعجم ، أهل الكتاب وغيرهم ، كما قال تعالى : ( لأنذركم به ومن بلغ ) [ الأنعام : 19 ] . فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع ، فمن اتبعه هدي ، ومن خالفه وأعرض عنه ضل وشقي في الدنيا ، والنار موعده يوم القيامة; ولهذا قال : ( من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا )

ثم بين- سبحانه- سوء عاقبة من يعرض عن هداية هذا القرآن فقال: مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً.. خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا.والوزر في الأصل يطلق على الحمل الثقيل، وعلى الإثم والذنب، والمراد به هنا العقوبة الثقيلة الأليمة المترتبة على تلك الأثقال والآثام.قال صاحب الكشاف: والمراد بالوزر: العقوبة الثقيلة الباهظة، سماها وزرا تشبيها في ثقلها على المعاقب، وصعوبة احتمالها، بالحمل الذي يفدح الحامل، وينقض ظهره، أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم .وقد أخبرنا القرآن في كثير من آياته، أن الكافرين يأتون يوم القيامة وهم يحملون أوزارهم، أى: أثقال ذنوبهم على ظهورهم، ومن ذلك قوله- تعالى-: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ .أى: من أعرض عن هذا الذكر وهو القرآن الكريم فإنه بسبب هذا الإعراض والترك، يحمل يوم القيامة على ظهره آثاما كثيرة: تؤدى إلى العقوبة المهينة من الله- تعالى-.

( من أعرض عنه ) أي : عن القرآن ، فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه ، ( فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ) حملا ثقيلا من الإثم .

قوله تعالى : من أعرض عنه أي القرآن فلم يؤمن به ، ولم يعمل بما فيه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا أي إثما عظيما وحملا ثقيلا .

وقوله ( مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ) يقول تعالى ذكره: من ولى عنه فأدبر فلم يصدّق به ولم يقرّ( فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ) يقول: فإنه يأتي ربه يوم القيامة يحمل حملا ثقيلا وذلك الإثم العظيم. كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ) قال: إثما.حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.

مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) ، وهو إعراض الأمة عن هدي رسولها وانصياعها إلى تضليل المضللين من بينها . فللإيماء إلى هذا قال تعالى : { وقد آتيناك من لدنّا ذكراً من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وِزراً خالدين فيه .وتنكير ذِكراً } للتعظيم ، أي آتيناك كتاباً عظيماً . وقوله { مِن لَّدُنَّا } توكيد لمعنى { ءاتيناك } وتنويه بشأن القرآن بأنه عطية كانت مخزونة عند الله فخص بها خير عباده .والوِزر : الإثم . وجعل محمولاً تمثيل لملاقاة المشقة من جراء الإثم ، أي من العقاب عنه . فهنا مضاف مُقدر وقرينته الحال في قوله { خالدين فِيهَا } ، وهو حال من اسم الموصول أو الضمير المنصوب بحرف التوكيد ، وما صدقهما ، متّحد وإنما اختلف بالإفراد والجمع رعياً لِلَفظ ( مَن ) مرةً ولمدلولها مرة . وهو الجمع المعرضون . فقال { من أعرَض ثم قال خَالدين .
الآية 100 - سورة طه: (من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا...)