سورة فصلت: الآية 18 - ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون...

تفسير الآية 18, سورة فصلت

وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَكَانُوا۟ يَتَّقُونَ

الترجمة الإنجليزية

Wanajjayna allatheena amanoo wakanoo yattaqoona

تفسير الآية 18

ونجَّينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادًا وثمود، وكان هؤلاء الناجون يخافون الله ويتقونه.

«ونجينا» منها «الذين آمنوا وكانوا يتقون» الله.

وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ أي نجى اللّه صالحًا عليه السلام ومن اتبعه من المؤمنين المتقين للشرك، والمعاصي.

( ونجينا الذين آمنوا [ وكانوا يتقون ] ) أي : من بين أظهرهم ، لم يمسهم سوء ، ولا نالهم من ذلك ضرر ، بل نجاهم الله مع نبيهم صالح [ عليه السلام ] بإيمانهم ، وتقواهم لله ، عز وجل .

ثم بين- سبحانه- فضله على المؤمنين، ورحمته بهم فقال: وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا.. أى ونجينا الذين آمنوا من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة.وَكانُوا يَتَّقُونَ أى: يتقون الله- تعالى-، ويصونون أنفسهم عن كل ما لا يرضيه.ثم بين- سبحانه- بعد ذلك جانبا من أحوال الظالمين يوم القيامة، يوم تشهد عليهم أسماعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، يوم يعلمون أن ما جاءهم به رسلهم حق لا ريب فيه، فقال- تعالى-:

" ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون "

ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون يعني صالحا ومن آمن به ، أي : ميزناهم عن الكفار ، فلم يحل بهم ما حل بالكفار ، وهكذا يا محمد نفعل بمؤمني قومك وكفارهم .

وقوله: ( وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا ) يقول: ونجينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذهم بكفرهم بالله, الذين وحدوا الله, وصدقوا رسله.يقول: وكانوا يخافون الله أن يحل بهم من العقوبة على كفرهم لو كفروا ما حل بالذين هلكوا منهم, فآمنوا اتقاء الله وخوف وعيده, وصدقوا رسله, وخلعوا الآلهة والأنداد.

وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)الأظهر أنه عطف على التفصيل في قوله : { فأمَّا عَاد فاستكبروا } [ فصلت : 15 ] وما عطف عليه من قوله : { وأَمَّا ثَمُودُ فهديناهم } [ فصلت : 17 ] لأن موقع هاته الجملة المتضمنة إنجاءَ المؤمنين من العذاب بعد أن ذُكر عذاب عاد وعذاب ثمود يشير إلى أن المعنى إنجاء الذين آمنوا من قوم عاد وقوم ثَمود ، فمضمون هذه الجملة فيه معنى استثناء من عموم أمتيْ عاد وثمود فيكون لها حكم الاستثناء الوارد بعد جُمل متعاقبة أنه يعود إلى جميعها فإن جملتي التفصيل هما المقصود ، قال تعالى : { ولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا } [ هود : 58 ] وقال : { ولما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا } [ هود : 66 ] . وقد بينا في سورة هود كيف أنجى الله هوداً والذين آمنوا معه ، وصالحا والذين آمنوا معه .وقوله : { وكَانُوا يَتَّقُونَ } ، أي كان سنتهم اتقاء الله والنظرُ فيما ينجي من غضبه وعقابه ، وهو أبلغ في الوصف من أن يقال : والمتقين .
الآية 18 - سورة فصلت: (ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون...)