سورة الشعراء: الآية 33 - ونزع يده فإذا هي بيضاء...

تفسير الآية 33, سورة الشعراء

وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِىَ بَيْضَآءُ لِلنَّٰظِرِينَ

الترجمة الإنجليزية

WanazaAAa yadahu faitha hiya baydao lilnnathireena

تفسير الآية 33

فألقى موسى عصاه فتحولت ثعبانًا حقيقيًا، ليس تمويهًا كما يفعل السحرة، وأخرج يده مِن جيبه فإذا هي بيضاء كالثلج من غير برص، تَبْهَر الناظرين.

«ونزع يده» أخرجها من جيبه «فإذا هي بيضاء» ذات شعاع «للناظرين» خلاف ما كانت عليه من الأدمة.

وَنَزَعَ يَدَهُ من جيبه فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ أي: لها نور عظيم, لا نقص فيه لمن نظر إليها.

( ونزع يده ) أي : من جيبه ( فإذا هي بيضاء للناظرين ) أي : تتلألأ كقطعة من القمر . فبادر فرعون - بشقائه - إلى التكذيب والعناد

ولم يكتف موسى بذلك في الدلالة على صدقه. وَنَزَعَ يَدَهُ أى: من جيبه فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ أى: فإذا هي بيضاء بياضا يخالف لون جسمه- عليه السلام-، فهي تتلألأ كأنها قطعة من القمر، ولها شعاع يكاد يغشى الأبصار، وليس فيها ما يشير إلى أن بها سوءا أو مرضا.وهنا أحس فرعون بالرعب يسرى في أوصاله، وبأن ألوهيته المزعومة قد أوشكت على الانكشاف. وبأن معجزة موسى توشك أن تجعل الناس يؤمنون به، فالتفت إليهم وكأنه يحاول جذبهم إليه، واستطلاع رأيهم فيما شاهدوه، ويحكى القرآن ذلك بأسلوبه البليغ فيقول:

( ونزع ) موسى ، ( يده فإذا هي بيضاء للناظرين )

وقوله: ( وَنزعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ ) يقول: وأخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع ( للناظرين ) لمن ينظر إليها ويراها.حدثنا أبو كريب, قال: ثنا عثام بن عليّ, قال: ثنا الأعمش, عن المنهال, قال: ارتفعت الحية في السماء قدر ميل, ثم سفلت حتى صار رأس فرعون بين نابيها, فجعلت تقول: يا موسى مرني بما شئت, فجعل فرعون يقول: يا موسى أسألك. بالذي أرسلك, قال: فأخذه بطنه.

وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)ودلت ( إذا ) المفاجِئة على سرعة انقلاب لون يده بياضاً .واللام في قوله : { للناظرين } . يجوز أن تكون اللامَ التي يسميها ابن مالك وابن هشام لام التعدية ، أي اتصال متعلقها بمجرورها . والأظهر أن تكون اللام بمعنى ( عند ) ويكون الجار والمجرور حالاً . وقد مضى بيان ذلك عند قوله تعالى في سورة الأعراف ( 108 ) { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين }ومعنى : للناظرين أن بياضها مما يقصده الناظرون لأعجوبته ، وكانَ لون جلد موسى السمرة . والتعريف في { للناظرين } للاستغراق العرفي ، أي لجميع الناظرين في ذلك المجلس . وهذا يفيد أن بياضها كان واضحاً بيّناً مخالفاً لون جِلده بصورة بعيدة عن لون البرص .
الآية 33 - سورة الشعراء: (ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين...)