سورة القلم: الآية 22 - أن اغدوا على حرثكم إن...

تفسير الآية 22, سورة القلم

أَنِ ٱغْدُوا۟ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰرِمِينَ

الترجمة الإنجليزية

Ani ighdoo AAala harthikum in kuntum sarimeena

تفسير الآية 22

فنادى بعضهم بعضًا وقت الصباح: أن اذهبوا مبكرين إلى زرعكم، إن كنتم مصرِّين على قطع الثمار.

«أن اغدوا على حرثكم» غلتكم تفسير لتنادوا، أو أن مصدرية أي بأن «إن كنتم صارمين» مريدين القطع وجواب الشرط دل عليه ما قبله.

ولهذا تنادوا فيما بينهم، لما أصبحوا يقول بعضهم لبعض: أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ

أي تريدون الصرام.

فقالوا لا يناديهم : ( أَنِ اغدوا على حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ) أى : قا بعضهم لبعض : هيا بنا لنذهب إلى بستاننا لكى نقطع ما فيه من ثمار فى هذا الوقت المبكر ، حتى لا يرانا أحد ، إذ الغدو هو الخروج إلى المكان فى غدوة النهار . أى : فى أوله .قال صاحب الكشاف : فإن قلت : هلا قيل : اغدوا إلى حرثكم ، وما معنى " على "؟قلت : لما كان الغدو إليه ليصرموه ويقطعوه : كان غدوا عليه ، كما تقول : غدا عليهم العدو . ويجوز أن يضمن الغدو معى الإِقبال ، كقولهم : يغدى علهي بالجفنة ويراح .أى : فأقبلوا على حرثكم باكرين . .وجواب الشرط فى قوله : ( إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ) محذوف لدلالة ما قبله عليه . أى : إن كنتم صارمين فاغدوا.

( أن اغدوا على حرثكم ) يعني الثمار والزروع والأعناب ( إن كنتم صارمين ) قاطعين للنخل .

أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين عازمين على الصرام والجداد . قال قتادة : حاصدين زرعكم . وقال الكلبي : ما كان في جنتهم من زرع ولا نخيل .

(أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ ) وذلك الزرع (إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ) يقول: إن كنتم حاصدي زرعكم

أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) والغدوّ : الخروج ومغادرة المكان في غُدوة النهار ، أي أوله .وليس قوله : { إن كنتم صارمين } بشرط تعليق ولكنه مستعمل في الاستبطاء فكأنهم لإبطاء بعضهم في الغُدوِّ قد عدل عن الجذاذ ذلك اليوم . ومنه قول عبد الله بن عُمر للحجاج عند زوال عرفة يحرضه على التهجير بالرواح إلى الموقف الرواحَ إن كنت تُريد السنة . ونظير ذلك كثير في الكلام .و { على } من قوله : { على حرثكم } مستعملة في تمكن الوصول إليه كأنه قيل : اغدوا تكونوا على حرثكم ، أي مستقرين عليه .ويجوز أن يضمن فعل الغدوّ معنى الإِقبال كما يقال : يُغدى عليه بالجَفْنة ويُراح . قال الطيبي : «ومثله قيل في حق المطلب تَغدُو دِرَّتُه ( التي يضرب بها ) على السفهاء ، وجَفنته على الحُلماء» .والحرث : شق الأرض بحديدة ونحوها ليوضع فيها الزريعة أو الشجر وليزال منها العشب .ويطلق الحرث على الجنة لأنهم يتعاهدونها بالحرث لإِصلاح شجرها ، وهو المارد هنا كقوله تعالى : { وحرثٌ حِجْر } في سورة الأنعام ( 138 ) ، وتقدم في قوله : { والأَنعاممِ والحرثِ } في سورة آل عمران ( 14 ) .
الآية 22 - سورة القلم: (أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين...)