سورة الملك: الآية 26 - قل إنما العلم عند الله...

تفسير الآية 26, سورة الملك

قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

الترجمة الإنجليزية

Qul innama alAAilmu AAinda Allahi wainnama ana natheerun mubeenun

تفسير الآية 26

ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر يا محمد؟ أخبرونا بزمانه أيها المؤمنون، إن كنتم صادقين فيما تدَّعون، قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به، وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم، وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان.

«قل إنما العلم» بمجيئه «عند الله وإنما أنا نذير مبين» بيِّن الإنذار.

ولكن هذا الوعد بالجزاء، ينكره هؤلاء المعاندون وَيَقُولُونَ تكذيبًا: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ جعلوا علامة صدقهم أن يخبروا بوقت مجيئه، وهذا ظلم وعناد فإنما العلم عند الله لا عند أحد من الخلق، ولا ملازمة بين صدق هذا الخبر وبين الإخبار بوقته، فإن الصدق يعرف بأدلته، وقد أقام الله من الأدلة والبراهين على صحته ما لا يبقى معه أدنى شك لمن ألقى السمع وهو شهيد.

( قل إنما العلم عند الله ) أي : لا يعلم وقت ذلك على التعيين إلا الله ، عز وجل ، لكنه أمرني أن أخبركم أن هذا كائن وواقع لا محالة فاحذروه ، ( وإنما أنا نذير مبين ) وإنما علي البلاغ ، وقد أديته إليكم .

وهنا يأمر الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم للمرة الثالثة، أن يرد عليهم الرد الذي يكبتهم فيقول: قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ.أى: قل لهم يا محمد علم قيام الساعة، وعلم اليوم الذي سننتصر فيه عليكم.. عند الله- تعالى- وحده، لأن هذا العلم ليس من وظيفتي.وإنما وظيفتي أنى نذير لكم، أحذركم من سوء عاقبة كفركم، فإذا استجبتم لي نجوتم، وإن بقيتم على كفركم هلكتم.واللام في قوله: الْعِلْمُ للعهد. أى: العلم بوقت هذا الوعد، عند الله- تعالى- وحده.والمبين: اسم فاعل من أبان المتعدى، أى: مبين لما أمرت بتبليغه لكم بيانا واضحا لا لبس فيه ولا غموض.

"قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين".

قوله تعالى : قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبينقوله تعالى : قل إنما العلم عند الله أي قل لهم يا محمد علم وقت قيام الساعة عند الله فلا يعلمه غيره . نظيره : قل إنما علمها عند ربي . الآية .وإنما أنا نذير مبين أي مخوف ومعلم لكم .

القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وَسلم: قل يا محمد لهؤلاء المستعجليك بالعذاب وقيام الساعة: إنما علم الساعة، ومتى تقوم القيامة عند الله لا يعلم ذلك غيره ( وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) يقول: وما أنا إلا نذير لكم أنذركم عذاب الله على كفركم به ( مُبِينٌ ) : قد أبان لكم إنذاره.

قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)وأمر الله رسوله بأن يجيب سؤالهم بجملة على خلاف مرادهم بل على ظاهر الاستفهام عن وقت الوعد على طريقة الأسلوب الحكيم ، بأن وقت هذا الوعد لا يعلمه إلاّ الله ، فقوله : { قل } هنا أمر بقول يختص بجواب كلامهم وفصل دون عطف بجريان المقول في سياق المحاورة ، ولم يعطف فعل { قل } بالفاء جرياً على سنن أمثاله الواقعة في المجاوبة والمحاورة ، كما تقدم في نظائره الكثيرة وتقدم عند قوله تعالى : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } في سورة البقرة ( 30 ) .ولام التعريف في العلم } للعهد ، أي العلم بوقت هذا الوعد . وهذه هي اللام التي تسمى عوضاً عن المضاف إليه ، وهذا قصر حقيقي .{ وإنما أنا نذير مبين } قصر إضافي ، أي ما أنا إلاّ نذير بوقوع هذا الوعد لا أتجاوز ذلك إلى كوني عالماً بوقته .والمبين : اسم فاعل من أبان المتعدي ، أي مبين لما أمرت بتبليغه .
الآية 26 - سورة الملك: (قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين...)