سورة الغاشية: الآية 13 - فيها سرر مرفوعة...

تفسير الآية 13, سورة الغاشية

فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ

الترجمة الإنجليزية

Feeha sururun marfooAAatun

تفسير الآية 13

وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛ لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة، في جنة رفيعة المكان والمكانة، لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة، فيها عين تتدفق مياهها، فيها سرر عالية وأكواب معدة للشاربين، ووسائد مصفوفة، الواحدة جنب الأخرى، وبُسُط كثيرة مفروشة.

«فيها سرر مرفوعة» ذاتا وقدرا ومحلا.

فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ و " السرر " جمع " سرير " وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.

أي عالية ناعمة كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين قالوا فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له.

فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ أى: في الجنة أماكن يجلس عليها أهلها جلوسا مرتفعا عن الأرض.وينامون فوقها نوما هادئا لذيذا.. والسرر: جمع سرير، وهو الشيء ذو القوائم المرتفعة الذي يتخذ للجلوس والاضطجاع.ووصف- سبحانه- هذه السرر بالارتفاع، لزيادة تصوير حسنها.

"فيها سرر مرفوعة"، قال ابن عباس : ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت ، مرتفعة ما لم يجيء أهلها ، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها ، ثم ترتفع إلى مواضعها .

أي عالية .وروي أنه كان ارتفاعها قدر ما بين السماء والأرض , ليرى ولي الله ملكه حوله .

وقوله: ( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ) والسرر: جمع سرير، مرفوعة ليرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما خوّله ربه من النعيم والملك فيها، ويلحق جميع ذلك بصره.وقيل: عُنِي بقول مرفوعة: موضونة.* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ) يعني: موضونة، كقوله: سُرر مصفوفة، بعضها فوق بعض.

فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) صفة رابعة لجنة .وأعيد قوله : { فيها } دون أن يعطف { سرر } على { عين } [ الغاشية : 12 ] عطفَ المفردات لأن عطف السرر على { عَيْنٌ } يبدو نابياً عن الذوق لعدم الجامع بين عين الماء والسرر في الذهن لولا أن جمعها الكون في الجنة فلذلك كرر ظرف { فيها } تصريحاً بأن تلك الظرفية هي الجامع ، ولأن بين ظرفية العين الجارية في الجنة وبين ظرفية السرر وما عطف عليه من متاع القصور والأثاث تفاوتاً و { سُرر } : جمع سرير ، وهو ما يُجلس عليه ويضطجع عليه فيسع الإنسان المضطجع ، يتخذ من خشب أو حديد له قوائم ليكون مرتفعاً عن الأرض . ولما كان الارتفاع عن الأرض مأخوذاً في مفهوم السرر كان وصفها ب { مرفوعة } لتصوير حُسنها .و { الأكواب } : جمع كُوب بضم الكاف ، وهو إناء للخَمر له ساق ولا عروة له .و { موضوعةٌ } : أي لا ترفع من بين أيديهم كما تُرفع آنية الشراب في الدنيا إذا بلغ الشاربون حد الاستطاعة من تناول الخمر ، وكني ب { موضوعة } عن عدم انقطاع لذة الشراب طَعماً ونشوة ، أي موضوعة بما فيها من أشربة .وبَينَ { مرفوعة } و { موضوعة } ، إيهَام الطِّباق لأن حقيقة معنى الرفع ضد حقيقة معنى الوضع ، ولا تضادَّ بين مجاز الأول وحقيقة الثاني ولكنه إيهام التضاد .والنَّمارق : جمع نُمرقة بضم النون وسكون ميم بعدها راء مضمومة وهي الوسادة التي يَتكىء عليها الجالس والمضطجعُ .
الآية 13 - سورة الغاشية: (فيها سرر مرفوعة...)