سورة طه: الآية 32 - وأشركه في أمري...

تفسير الآية 32, سورة طه

وَأَشْرِكْهُ فِىٓ أَمْرِى

الترجمة الإنجليزية

Waashrikhu fee amree

تفسير الآية 32

قال موسى: رب وسِّع لي صدري، وسَهِّل لي أمري، وأطلق لساني بفصيح المنطق؛ ليفهموا كلامي. واجعل لي معينا من أهلي، هارون أخي. قَوِّني به وشدَّ به ظهري، وأشركه معي في النبوة وتبليغ الرسالة؛ كي ننزهك بالتسبيح كثيرًا، ونذكرك كثيرا فنحمدك. إنك كنت بنا بصيرًا، لا يخفى عليك شيء من أفعالنا.

«وأشركه في أمري» أي الرسالة والفعلان بصيغتي الأمر والمضارع المجزوم وهو جواب الطلب.

وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي أي: في النبوة، بأن تجعله نبيا رسولا، كما جعلتني.

"وأشركه في أمري" أي في مشاورتي.

الذي أسألك أن تقوى به ظهري، وأن تجعله شريكا لي في تبليغ رسالتك، حتى نؤديها على الوجه الأكمل وكأن موسى- عليه السلام- قد علم من نفسه حدة الطبع، وسرعة الانفعال، فالتجأ إلى ربه لكي يعينه بأخيه هارون، ليقويه ويتشاور معه في الأمر الجليل الذي هو مقدم عليه، وهو تبليغ رسالة الله إلى فرعون الذي طغى وبغى وقال لقومه أنا ربكم الأعلى.قال ابن عباس: نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى.

( وأشركه في أمري ) أي : في النبوة وتبليغ الرسالة ، وقرأ ابن عامر " أشدد " بفتح الألف " وأشركه " بضمها على الجواب ، حكاية عن موسى ، أي : أفعل ذلك ، وقرأ الآخرون على الدعاء والمسألة ، عطفا على ما تقدم من قوله : ( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري )

وأشركه في أمري أي في النبوة وتبليغ الرسالة . قال المفسرون : كان هارون يومئذ بمصر ، فأمر الله موسى أن يأتي هو هارون ، وأوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى ، فتلقاه إلى مرحلة وأخبره بما أوحي إليه ؛ فقال له موسى : إن الله أمرني أن آتي فرعون فسألت ربي أن يجعلك معي رسولا . وقرأ العامة ( أخي اشدد ) بوصل الألف ( وأشركه ) بفتح الهمزة على الدعاء ، أي اشدد يا رب أزري وأشركه معي في أمري . وقرأ ابن عامر ويحيى بن الحارث وأبو حيوة والحسن وعبد الله بن أبي إسحاق ( أشدد ) بقطع الألف ( وأشركه ) أي أنا يا رب في أمري . قال النحاس : جعلوا الفعلين في موضع جزم جوابا لقوله : اجعل لي وزيرا وهذه القراءة شاذة بعيدة ؛ لأن جواب مثل هذا إنما يتخرج بمعنى الشرط والمجازاة ؛ فيكون المعنى : إن تجعل لي وزيرا من أهلي أشدد به أزري ، وأشركه في أمري . وأمره النبوة والرسالة ، وليس هذا إليه - صلى الله عليه وسلم - فيخبر به ، إنما سأل الله - عز وجل - أن يشركه معه في النبوة . وفتح الياء من أخي ابن كثير وأبو عمر .

وقوله ( وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) يقول: واجعله نبيا مثل ما جعلتني نبيا، وأرسله معي إلى فرعون

وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) وقرأ ابن عامر بصيغة المتكلم بفتح الهمزة المقطوعة في «اشدُد» وبضم همزة «أشركه» ، فالفعلان إذن مجزومان في جواب الدعاء كما جزم { يفقهوا قولي .و هارون } مفعول أول لفعل { اجْعَل } ، قُدم عليه المفعول الثاني للاهتمام .والشد : الإمساك بقوّة .والأزر : أصله الظهر . ولما كان الظهر مجمع حركة الجسم وقوام استقامته أطلق اسمه على القُوّة إطلاقاً شائعاً يساوي الحقيقة فقيل الأزر للقوّة .وقيل : آزره إذا أعانه وقوّاه . وسمي الإزار إزاراً لأنّه يشدّ به الظهر ، وهو في الآية مراد به الظهر ليناسب الشدّ ، فيكون الكلام تمثيلاً لهيئة المعين والمعان بهيئة مشدود الظهر بحزام ونحوه وشادّه .
الآية 32 - سورة طه: (وأشركه في أمري...)