والذين جحدوا وحدانية الله الدالة على الحق المبين، وكذَّبوا بأدلته التي جاءت بها الرسل، هم أهل النار الملازمون لها.
«والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم».
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ْ الدالة على الحق المبين، فكذبوا بها بعد ما أبانت الحقائق. أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ْ الملازمون لها ملازمة الصاحب لصاحبه.
ثم قال : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) وهذا من عدله تعالى ، وحكمته وحكمه الذي لا يجور فيه ، بل هو الحكم العدل الحكيم القدير .
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا التي جاء بها نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ أى: أولئك الموصوفون بما ذكر من الكفر والتكذيب بآياتنا هم المستحقون لدخول النار المشتعلة الشديدة التأجج، بسبب إيثارهم الكفر على الإيمان والتكذيب على التصديق.
" والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم " .
والذين كفروا نزلت في بني النضير ، وقيل في جميع الكفار .
القول في تأويل قوله عز ذكره : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10)قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " والذين كفروا " والذين جحدوا وحدانية الله، ونقضوا ميثاقه وعقودَه التي عاقدوها إياه=" وكذبوا بآياتنا " يقول: وكذبوا بأدلّة الله وحججه الدالة على وحدانيته التي جاءت بها الرسل وغيرها=" أولئك أصحاب الجحيم " يقول: هؤلاء الذين هذه صفتهم= أهل " الجحيم "، يعني: أهل النار الذين يخلُدون فيها ولا يخرجون منها أبدًا. (1)-----------------الهوامش :(1) انظر تفسير"الكفر" و"الآيات" و"أصحاب الجحيم" فيما سلف من فهارس اللغة.
والقصر في قوله : { أولئك أصحاب الجحيم } قصر ادّعائي لأنّهم لمّا كانوا أحقّ النّاس بالجحيم وكانوا خالدين فيه جعلوا كالمنفردين به ، أو هو قصر حقيقي إذا كانت إضافة { أصحاب } مؤذنة بمزيد الاختصاص بالشيء كما قالوه في مرادفها ، وهو ذو كذا ، كما نبّهوا عليه في قوله : { والله عزيز ذُو انتقام } [ آل عمران : 4 ] فيكون وجه هذا الاختصاص أنّهم الباقون في الجحيم أبداً .