سورة الجن: الآية 21 - قل إني لا أملك لكم...

تفسير الآية 21, سورة الجن

قُلْ إِنِّى لَآ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا

الترجمة الإنجليزية

Qul innee la amliku lakum darran wala rashadan

تفسير الآية 21

قل- أيها الرسول- لهم: إني لا أقدر أن أدفع عنكم ضرًا، ولا أجلب لكم نفعًا، قل: إني لن ينقذني من عذاب الله أحد إن عصيته، ولن أجد من دونه ملجأ أفرُّ إليه مِن عذابه، لكن أملك أن أبلغكم عن الله ما أمرني بتبليغه لكم، ورسالتَه التي أرسلني بها إليكم. ومَن يعص الله ورسوله، ويُعرض عن دين الله، فإن جزاءه نار جهنم لا يخرج منها أبدًا.

«قل إني لا أملك لكم ضرا» غيا «ولا رشدا» خيرا.

قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا فإني عبد ليس لي من الأمر ولا من التصرف شي

وقوله : ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ) أي : إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ، وعبد من عباد الله ليس إلي من الأمر شيء في هدايتكم ولا غوايتكم ، بل المرجع في ذلك كله إلى الله عز وجل .

وقل لهم ، كذلك : ( قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً ) أى : لا أملك ما يضركم ( وَلاَ رَشَداً ) أى : ولا أملك ما ينفعكم ، وإنما الذى يملك ذلك هو الله - تعالى - وحده .

( قل إني لا أملك لكم ضرا ) لا أقدر أن أدفع عنكم ضرا ( ولا رشدا ) أي لا أسوق إليكم رشدا أي : خيرا يعني أن الله يملكه .

قوله تعالى : قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا أي لا أقدر أن أدفع عنكم ضرا ولا أسوق لكم خيرا . وقيل : لا أملك لكم ضرا أي كفرا ولا رشدا أي هدى ; أي إنما علي التبليغ . وقيل : الضر : العذاب ، والرشد النعيم . وهو الأول بعينه . وقيل : الضر الموت ، والرشد الحياة .

وقوله: (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لمشركي العرب الذين ردّوا عليك ما جئتهم به من النصيحة: إني لا أملك لكم ضرّا في دينكم ولا في دنياكم، ولا رشدا أرشدكم، لأن الذي يملك ذلك، الله الذي له مُلك كل شيء.

قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) هذا استئناف ابتدائي . وهو انتقال من ذكر ما أوحي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى توجيه خطاب مستأنف إليه ، فبعد أن حكي في هذه السورة ما أوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم مما خفي عليه من الشؤون المتعلقة به من اتِّباع متابعين وإعراض معرضين ، انتقل إلى تلقينه ما يُرد على الذين أظهروا له العناد والتورك .ويجوز أن يكون { قل إني لا أملك } الخ ، تكريراً لجملة { قل إنما أدعو ربي } [ الجن : 20 ] على قراءة حمزة وعاصم وأبي جعفر .والضر : إشارة إلى ما يتوركون به من طلب إنجاز ما يتوعدهم به من النصر عليهم .وقوله : { ولا رشداً } تتميم .وفي الكلام احتباك لأن الضر يقابله النفع ، والرشد يقابله الضلال ، فالتقدير : لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً ولا ضلالاً ولا رشداً .والرَّشَد بفتحتين : مصدر رشد ، والرُّشْد ، بضم فسكون : الاسم ، وهو معرفة الصواب ، وقد تقدم قريباً في قوله : { يهدي إلى الرشد } [ الجن : 2 ] .وتركيب { لا أملك لكم } معناه لا أقدر قدرة لأجلكم على ضرّ ولا نفع ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { وما أملك لك من الله من شيء } في سورة الممتحنة ( 4 ) وتقدم أيضاً في سورة الأعراف .
الآية 21 - سورة الجن: (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا...)