سورة الجن: الآية 15 - وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا...

تفسير الآية 15, سورة الجن

وَأَمَّا ٱلْقَٰسِطُونَ فَكَانُوا۟ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا

الترجمة الإنجليزية

Waama alqasitoona fakanoo lijahannama hataban

تفسير الآية 15

وأنا منا الخاضعون لله بالطاعة، ومنا الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق، فمن أسلم وخضع لله بالطاعة، فأولئك الذين قصدوا طريق الحق والصواب، واجتهدوا في اختياره فهداهم الله إليه، وأما الجائرون عن طريق الإسلام فكانوا وَقودًا لجهنم.

«وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا» وقودا وأنا وأنهم وأنه في اثني عشر موضعا هي وأنه تعالى وأنا منا المسلمون وما بينهما بكسر الهمزة استئنافا وبفتحها بما يوجه به.

وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا وذلك جزاء على أعمالهم، لا ظلم من الله لهم

( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) أي : وقودا تسعر بهم .

أَمَّا الْقاسِطُونَوهم الذين آثروا الغي على الرشدكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباًأى:وقودا لجهنم، كما توقد النار بما يلقى فيها من حطب وما يشبهه.وإلى هنا نرى الآيات الكريمة قد حكت أقوالا متعددة، لهؤلاء النفر من الجن، الذين استمعوا إلى القرآن، فآمنوا به، وقالوا لن نشرك بربنا أحدا.ثم بين- سبحانه- سنة من سننه التي لا تتخلف، وهي أن الاستقامة على طريقه توصل إلى السعادة، وأن الإعراض عن طاعته- تعالى- يؤدى إلى الشقاء، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن للناس حقائق دعوته، وخصائص رسالته، وإقراره أمامهم بأنه لا يملك لهم ضرا ولا نفعا، وأن علم الغيب مرده إلى الله- تعالى- وحده، فقال- سبحانه-:

"وأما القاسطون"، الذين كفروا، "فكانوا لجهنم حطباً"، كانوا وقود النار يوم القيامة.

وأما القاسطون أي الجائرون عن طريق الحق والإيمان فكانوا لجهنم حطبا أي وقودا . وقوله : فكانوا أي في علم الله تعالى .

( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ ) يقول: الجائرون عن الإسلام، ( فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ) توقد بهم.

وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)وتلا لهم قوله تعالى : { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } وقولَه تعالى : { ثم الذين كفروا بربّهم يعدلون } [ الأنعام : 1 ] اه .وشبه حلول الكافرين في جهنم بحلول الحطب في النار على طريقة التمليح والتحقير ، أي هم لجهلهم كالحطب الذي لا يعقل كقوله تعالى : { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة } [ البقرة : 24 ] .وإقحام فعل ( كانوا ) لتحقيق مصيرهم إلى النّار حتى كأنهم كانوا كذلك من زمن مضى .
الآية 15 - سورة الجن: (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا...)