سورة الحج: الآية 7 - وأن الساعة آتية لا ريب...

تفسير الآية 7, سورة الحج

وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى ٱلْقُبُورِ

الترجمة الإنجليزية

Waanna alssaAAata atiyatun la rayba feeha waanna Allaha yabAAathu man fee alquboori

تفسير الآية 7

وأن ساعة البعث آتية، لا شك في ذلك، وأن الله يبعث الموتى مِن قبورهم لحسابهم وجزائهم.

«وأن الساعة آتية لا ريب» شك «فيها وأن الله يبعث من في القبور» ونزل في أبي جهل.

وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا فلا وجه لاستبعادها، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ فيجازيكم بأعمالكم حسنها وسيئها.

( وأن الساعة آتية لا ريب فيها ) أي : كائنة لا شك فيها ولا مرية ، ( وأن الله يبعث من في القبور ) أي : يعيدهم بعد ما صاروا في قبورهم رمما ، ويوجدهم بعد العدم ، كما قال تعالى : ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) [ يس : 78 - 80 ] والآيات في هذا كثيرة .وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز ، حدثنا حماد بن سلمة قال : أنبأنا يعلى عن عطاء ، عن وكيع بن حدس ، عن عمه أبي رزين العقيلي - واسمه لقيط بن عامر - أنه قال : يا رسول الله ، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس كلكم ينظر إلى القمر مخليا به؟ " قلنا : بلى . قال : " فالله أعظم " . قال : قلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ، وما آية ذلك في خلقه؟ قال : " أما مررت بوادي أهلك محلا " قال : بلى . قال : " ثم مررت به يهتز خضرا؟ " . قال : بلى . قال : " فكذلك يحيي الله الموتى ، وذلك آيته في خلقه " .ورواه أبو داود وابن ماجه ، من حديث حماد بن سلمة ، به .ثم رواه الإمام أحمد أيضا : حدثنا علي بن إسحاق ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليمان بن موسى ، عن أبي رزين العقيلي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى؟ قال : " أمررت بأرض من أرضك مجدبة ، ثم مررت بها مخصبة؟ " قال : نعم . قال : " كذلك النشور " .وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبيس بن مرحوم ، حدثنا بكير بن أبي السميط ، عن قتادة ، عن أبي الحجاج ، عن معاذ بن جبل قال : من علم أن الله هو الحق المبين ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور - دخل الجنة . [ والله أعلم ] .

ثم أكد- سبحانه- ذلك تأكيدا دامغا فقال: وَأَنَّ السَّاعَةَ وما تشتمل عليه من حساب وثواب وعقاب آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها أى: لا ريب ولا شك في إتيانها في الوقت الذي يريده الله- تعالى-.وَأَنَّ اللَّهَ- تعالى- وحده يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ليحاسبهم على أعمالهم.وبذلك نرى الآيات الكريمة قد أقامت أعظم الأدلة وأوضحها على وحدانية الله- تعالى- وقدرته، وعلى أن البعث حق وصدق وأنه آت لا ريب فيه.ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك نموذجين لصنفين من الناس، أحدهما: متكبر مغرور، والآخر مذبذب لا ثبات له في عقيدة فقال- تعالى-:

" وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ".

وأن الساعة آتية عطف على قوله : ذلك بأن الله هو الحق من حيث اللفظ ، وليس عطفا في المعنى ؛ إذ لا يقال فعل الله ما ذكر بأن الساعة آتية ، بل لا بد من إضمار فعل يتضمنه ؛ أي وليعلموا أن الساعة آتية لا ريب فيها أي لا شك . وأن الله يبعث من في القبور يريد للثواب والعقاب .

ولتوقنوا بذلك أن الساعة التي وعدتكم أن أبعث فيها الموتى من قبورهم جاثية لا محالة ( لا رَيْبَ فِيهَا ) يقول: لا شك في مجيئها وحدوثها، ( وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) حينئذ من فيها من الأموات أحياء إلى موقف الحساب، فلا تشكوا في ذلك ، ولا تمترُوا فيه.

وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)ومجيء الساعة ، والبعثثِ . وإذا تبين إمكان ذلك حق التصديق بوقوعه لأنهم لم يكن بينهم وبين التصديق به حائل إلا ظنهم استحالته ، فالذي قدر على خلق الإنسان عن عدم سابق قادر على إعادته بعد اضمحلاله الطارىء على وجوده الأحْرَى ، بطريقة .والذي خلق الأحياء بعد أن لم تكن فيها حياةٌ يمكنه فعل الحياة فيها أو في بقيّة آثارها أو خلق أجسام مماثلة لها وإيداع أرواحها فيها بالأولى . وإذا كان كذلك علم أن ساعة فناء هذا العالم واقعة قياساً على انعدام المخلوقات بعد تكوينها ، وعُلم أن الله يعيدها قياساً على إيجاد النسل وانعدام أصله الحاصل للمشركين في وقوع الساعة منزّل منزلة العدم لانتفاء استناده إلى دليل .وصيغة نفي الجنس على سبيل التنصيص صيغة تأكيد ، لأن ( لاَ ) النافية للجنس في مقام النفي بمنزلة ( إنّ ) في مقام الإثبات ولذلك حملت عليها في العمل .
الآية 7 - سورة الحج: (وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور...)